أنا وسدة الكوت توئمان، جدنا الأعلى لأبينا
هو أنكيدو، وجدنا لأمنا هو كلكامش،
وعشيرتنا من نسل الأفعى التي شربت من نبع
الحياة،
ومسيرتنا خلاصة جميع ملاحم التاريخ منذ أن اوقد نارها أوتانبشتم،
افترقنا
منذ مليون عام،
والتقينا بعد طول فراق،
يوم أجج العراقيون آخر ملاحمهم التاريخية،
فأخذ بعضهم يذبح بعضا وبعضهم يهجر
بعضا،
فوجدتها لا زالت غارقة في الماء، ترفل
غنجا وتحتضن السمك،
ووجدتني لا زلت أهذي، أحتضن حروفي المجنونة المبعثرة، ثم أنثرها
في طريق
القوافل،
ولا أحد يفهم ما أقول أو يهتم بها.
ورغم مرور السنين،
لا هي جف
ماؤها، ولا أنا تركت هذياني.
فهل الهذيان رفيق رذاذ الماء؟ أم ان أصل الماء هو
الهذيان، وبدونهما لا تكون الحياة!