10‏/01‏/2018

يا قوم هكذا ينجو المُخِّفُونَ







كانت إحدى أكبر القوافل التجارية قد وصلت إلى المدينة المنورة توا من الشام محملة بأنواع البضائع النادرة فهب التجار وهواة المتابعة والفقراء الذين يأملون أن يتكرم عليهم الأغنياء وقد تجمهروا جميعهم حول القافلة، وفجأة اجتمعت الغيوم وافرغت مطرا منهمرا تحول إلى سيل جارف باتجاه القافلة، فأنشغل كل واحدة بمحاولة حمل مواده وإنقاذها من السي الذي جرف الكثير منهم مع أمتعتهم. وكان الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري (رضوان الله عليه) واقفا على سفح مرتفع فلما رأي الماء يتجه إليه نزع خفيه وحملهما بيده وبدأ يصعد إلى القمة وبعد أن يقطع عدة خطوات صعودا يلتفت إلى أولئك الذين انشغلوا بأثقالهم وينادى بصوت عال: أيها القوم... أيها القوم هكذا ينجو المخفون! وكأنه يريد ان يعطيهم درسا في النجاة لا في الدنيا وحدها بل وفي يوم القيامة أيضا.