25‏/05‏/2018

إن الأمانة في الناس اليوم لقليل








جاء في السيرة النبوية لابن هشام الجزء4/ ص40 عن إسلام أبي قحافة:
وحدثني يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير، عن أبيه، عن جدته أسماء بنت أبي بكر، قالت:‏ "لما وقف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بذي طوى، قال أبو قحافة لابنة من أصغر ولده:‏ أي بنية، اظهري بي على أبي قبيس؛ قالت:‏ وقد كف بصره؛ قالت:‏ فأشرفت به عليه، فقال:‏ أي بنية، ماذا ترين؟‏
قالت:‏ أرى سواداً مجتمعاً، قال:‏ تلك الخيل؛ قالت:‏ وأرى رجلاً يسعى بين يدي ذلك مقبلاً ومدبراً، قال:‏ أي بنية، ذلك الوازع [يعني:‏ الذي يأمر الخيل ويتقدم إليها] ثم قالت:‏ قد والله انتشر السواد.‏ قالت:‏ فقال:‏ قد والله إذن دفعت الخيل، فأسرعي بي إلى بيتي، فانحطت به، وتلقاه الخيل قبل أن يصل إلى بيته، قالت‏:‏ وفي عنق الجارية طوق من ورق[أي: فضة]، فتلقاها رجل فاقتطعه من عنقها".
بعد ذلك تحدث الرواية عن إسلام أبي قحافة، وبعد إتمام المراسيم، "قام أبو بكر، فأخذ بيد أخته، وقال:‏ أنشد الله والإسلام طوق أختي، فلم يجبه أحد؛ قالت:‏ فقال:‏ أي أخيه، احتسبي طوقك، فوالله إن الأمانة في الناس اليوم لقليل".‏

فإذا كانت الأمانة في الناس قليلة في سنة ثمان للهجرة، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) بين ظهرانيهم، فكيف هي اليوم بعد ألف وأربعمائة عام يا ترى؟!!!