جاء في السيرة النبوية لابن هشام الجزء4/ ص40
عن إسلام أبي قحافة:
وحدثني يحيى بن
عباد بن عبدالله بن الزبير، عن أبيه، عن جدته أسماء بنت أبي بكر، قالت: "لما
وقف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بذي طوى، قال أبو قحافة لابنة من أصغر ولده: أي
بنية، اظهري بي على أبي قبيس؛ قالت: وقد كف بصره؛ قالت: فأشرفت به عليه، فقال: أي
بنية، ماذا ترين؟
قالت: أرى سواداً
مجتمعاً، قال: تلك الخيل؛ قالت: وأرى رجلاً يسعى بين يدي ذلك مقبلاً ومدبراً، قال:
أي بنية، ذلك الوازع [يعني: الذي يأمر الخيل ويتقدم إليها] ثم قالت: قد والله انتشر
السواد. قالت: فقال: قد والله إذن دفعت الخيل، فأسرعي بي إلى بيتي،
فانحطت به، وتلقاه الخيل قبل أن يصل إلى بيته، قالت: وفي عنق الجارية طوق من ورق[أي:
فضة]، فتلقاها رجل فاقتطعه من عنقها".
بعد ذلك تحدث
الرواية عن إسلام أبي قحافة، وبعد إتمام المراسيم، "قام أبو بكر، فأخذ بيد أخته،
وقال: أنشد الله والإسلام طوق أختي، فلم يجبه أحد؛ قالت: فقال: أي أخيه، احتسبي
طوقك، فوالله إن الأمانة في الناس اليوم لقليل".
فإذا كانت الأمانة في الناس قليلة في سنة
ثمان للهجرة، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) بين ظهرانيهم، فكيف هي اليوم بعد
ألف وأربعمائة عام يا ترى؟!!!