26‏/08‏/2018

من مغرب العرب إلى شروقه








من مغرب العرب إلى شروقه
صالح الطائي
كتبت صديقتي التونسية تصف العراقيين: " اللهجة العراقية متطرفة جدا... إنهم ينطقون الكلمات بأقصى درجات الشعور بها ، المصطلحات تعبر عن الحالة بشدة، الكلمات الحزينة تعطيك الشعور بالسواد الحالِك الذي لا يُطاق، الكلمات السعيدة تشعر وكأنها تقهقه حين تخرج من شفاههم، أما كلام الغزل فله حكاية أخرى عندهم، إنهم يقولون لأي شخص يناديهم (آمر عيني ... تدلل).
يا إلهي... هكذا يقولون للناس، فماذا يقولون لحبيباتهم؟!"
فكتبت لها بعد أن أثارت كلماتها العذبة في نفسي لواعج الوجع، واستفزت حزني القابع في أحشائي ثملا بلا ثمالة:
نحن أيتها العزيزة كالسمك (مأكول مذموم) كلنا طيبون، وكلنا شياطين، عاملنا الحكامُ بالقسوة والسوء على مر السنين، حرمونا نقاء القلوب، وأوغروها حقدا، نحلم أن نعيش في النعيم، وللأسف يحيط بنا جحيم مقيم، لكننا بالرغم من كل ذلك طيبون إلى حد التخمة، وإلا ما كنا قد سكتنا على حكام يسرقوننا ويحرموننا من العيش بكرامة...
وأجمل ما فينا أيتها العزيزة أننا: نحب الجميع، ولاسيما أهلنا العرب، ولكننا نشعر أن كثيرا منهم أساءوا لنا، وأسهموا في خلق مأساتنا!.

لك محبة عراقية أحلى من تمر البرحي، وألذ من ماء دجلة، وأعذب من نهر الفرات، وانقى من قهقهة الأطفال.