28‏/11‏/2018

آخر الأمنيات المستحيلة










اليوم بعد أن دب الوهن في مفاصلي
وصادرت الأيام قواي حتى بت أتوكأ في النهوض والجلوس
لم أعد طماعا..
لم أعد أطلب المزيد
وسأكتفي بلملمة بقايا صباحات عمري التي خطفتها الليالي
وما عافته السنين من ملامح الأمس، يذكرني بالذي مضى
وتلك الظلال التي خلفها نوري الغائر ورائي على أعتاب دربي
وذرات رمل الدروب القديمة التي علقت في ثنايا دماغي
وآخر أوراق دفاتري المدرسية العتيقة الصفراء
ونوتات نشيد (مليكنا) الصباحي التي لا زالت عالقة في الوجدان
وقطعة الطبشور التي نسيتها في يدي منذ ستين عاما وإلى الآن
وأثر العصا التي أمرها المعلم أن تقبل يدي لأني لم انجز الواجب
ودعوات أمي وهي تودعني صباحا في طريقي إلى المدرسة
في شتاء زمهريري لا يرحم
وقدح الماء الذي كانت تسكبه خلفي ليطرد الشر
والذي لا زال رذاذه عالقا في تجاعيد سنيني
وصوت أبي الزاجر وهو يأمرني أن اكون رجلا
وأجعله يفخر بي في المجالس بين الأقران
سأكتفي بمنح ذلك كله بكل ما فيه
لمن يعيدني ولو لحظات إلى تلك الأيام
التي غادرتها وأنا أبذر ما أملك بلا وجع قلب
وأشتاق إليها اليوم شوق بخيل قتله الحرص