عام جديد يقف على
أبواب عمرنا الآيل للسقوط، يترصد الأجواء، يروم الدخول إلى ملعب الحياة عنوة
وعام آخر
عاشرنا طويلا، وأوجع نفوسنا كمدا، يلملم بقاياه ليودعنا من غير عود
وأنا، انا
المسكون بالوحشة، أقف في منطقة وسطى، أرقب هذا وذاك
أنا من طبعي
أني أرتعب من كلمات الوداع، تستفزني لحظة الفراق
الصمت المطبق يخرق
أذنيَّ.. ضوضاء الوحدة تقتلني
المطر بلل شفاهه
عطش قاتل فأجرى نهرا من الودق
طيور مدينتنا لا
تعرف التحليق ولا تعرف العوم، ولذا كفت عن التغريد
فقط أنت تتكلم
بكل لغات ولهجات الدنيا، وأنا أصم لا أفهم حتى لغة الإشارة
لستُ أعمى، ولكني
بلا عيون لأني بلا وطن
لم أتملق الحكام
من قبل، فلماذا تعطيني درع الإبداع، وأنا لم أمدح حاكما بالمرة
كأنك تجدد مأساة
النكسة وتعيد أوجاع حزيران، وتذكرني بهزيمتنا .. بفضيحتنا.. بعرينا المهين
عام قارب على انتهاء
الصلاحية وآخر يطرق الأبواب
وأنا، انا
المسكون بالوجع والانتظار، انتظر بابا نويل، وبابا نويل مفلس وسكران
إلى حد الثمالة، وملقى على الأرض الباردة عريانا في حانة بعيدة، وقد هربت الأيائل بعربته
التي تحمل الهدايا، وضاعت الطرقات .. ومعها ضاع الحاضر والماضي، وضاع العمر، إلا بصيص
أمل بقدوم عام جديد.