21‏/03‏/2017

ابن دريد الشاعر اللغوي السكير







ابن دريد لغوي وشاعر ونحوي، وصاحب حديث، حدث عن أبي حاتم السجستاني، وأبي الفضل الرياشي وغيرهم. وأخذ عنه الحديث: السيرافي وابن شاذان وأبو الفرج الأصفهاني والمرزباني وابن ميكال وعيسى بن الوزير، وطائفة من أهل الحديث.
ولد ابن دريد بالبصرة سنة (223 هـ) وتوفي ببغداد سنة (321هـ)، وتنقل في فارس وجزائر البحر، يطلب الآداب، ولسان العرب، ففاق أهل زمانه، ثم سكن بغداد، وكان أبوه رئيسا متمولا.
لابن دريد عشرات المصنفات، وقصيدته "المقصورة" من أروع ما قيل في الشعر العربي، بلغ عدد أبياتها (253) بيت.
قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء: العلامة شيخ الأدب أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية، الأزدي البصري صاحب التصانيف.
وقال عنه ابن خلكان في وفيات الأعيان: إمام عصره في اللغة والأدب والشعر الفائق، وكان كما قال المسعودي في المروج: ممن قد برع في الشعر وانتهى في اللغة وقام مقام الخليل بن احمد فيها وأورد أشياء في اللغة لم توجد في كتب المتقدمين وكان يذهب في الشعر كل مذهب.
هذا العالم العلم وحيد عصره وفريد زمانه كان سكيرا مدمنا على شرب الخمر إلى أواخر أيام عمره، نقل الذهبي عن ابن شاهين قوله: كنا ندخل عليه فنستحي مما نرى من العيدان والشراب وقد شاخ". وقال أبو منصور الأزهري اللغوي: "دخلت عليه فرأيته سكران فلم أعد إليه. وقال ابن خلكان: وذكر أن سائلا سأله شيئا فلم يكن عنده غير دنٍ من نبيذ فوهبه له، فأنكر عليه أحد غلمانه، وقال: تتصدق بالنبيذ؟ فقال: لم يكن عندي شيء سواه، ثم أهدي له بعد ذلك عشرة دنان من النبيذ، فقال لغلامه: أخرجنا دنا فجاءنا عشرة، وينسب إليه من هذه الأمور شيء كثير.
يا ترى ماذا أراد المؤرخون والكتاب من إيراد هذا الكلام عن هذا العالم الكبير؟ هل أرادوا شرعنة الخمر؟ أم أرادوا اتهام العلماء؟ أم أنهم يريدون القول أن تناول الخمر ينمي المدارك ويفتح العقل، وأن من يشرب ممكن أن يصبح مثل ابن دريد هذا!