بالرغم من طول معاناة العراقيين من شظف العيش
بسبب عدم وجود تعيينات، وقلة الوظائف في القطاع الخاص، وضعف مستوى المرتبات
بالنسبة للموظفين منهم، وأخيرا حظر التجوال الذي فرضه فيروس كورونا؛ الذي تسبب
بقطع أرزاق البسطاء من ذوي المهن الحرة وباعة المفرق (المفرد) والباعة المتجولون
وأصحاب المهن كالحلاقين وسواق التاكسي، بالرغم من كل ذلك، لم تقدم الحكومة
العراقية ومجلس نوابها الذين يتقاضون رواتب فلكية مليونية لا مثيل لها في تاريخ
العراق أي مساعدة تذكر للشعب المسكين، شعب العراق، شعب الشرفاء الصابرين البؤساء
المضطهدين...
وهناك في عالم آخر، وتحديدا في إحدى الدول
الفقيرة، وهي المكسيك، لم تكتف الحكومة خلال الأزمة بتوفير مستلزمات الحياة
للمواطنين فحسب، بل وأطلقت برنامجا خاصا لمساعدات (شريحة) خاصة في المجتمع هي
شريحة (بائعات الهوى) أي البغايا اللواتي أصابهن انتشار فيروس كورونا بالضرر بسبب
انخفاض أعداد السياح من طالبي خدماتهن.
ويتضمن برنامج المساعدات (Programa
0rquidea)
تزويدهن ببعض المال نقدا زائدا بطاقة تمنح مالكها فرصة شراء الأدوية والمواد
الغذائية دون دفع الثمن.
يعني حكومات العالم لم تنس في هذه الأزمة حتى
بائعات الهوى، وانتم يا حكامنا، يا بائعي الشرف، تأبون ان توفروا للعراقيين
الشرفاء المساكين ما يسد اودهم؟
يا لها من مفارقة أعادت توصيف معاني الشرف
والبغاء بعيدا عما كان معروفا من قبل!