لا يدخر بعض الإفتائيين وسيلة لتفرقة كلمة الأمة وحرفها عن منهجها بعلم أو
بخبث أو بجهل أو بعمالة، وفي كل عام ينقسم المسلمون أقساما مختلفة في الاتفاق على
يوم واحد لبداية صيام شهر رمضان، بما يعني أنهم سوف يختلفون في أيام العيد كذلك،
بكل ما يمثله هذا العمل من شقاق وإثارة للنفاق، وشق للصف.
وفي كل عام ندعو الله ونأمل أن يتفقوا على كلمة سواء، ولكن الجرأة حدت
ببعضهم أن يتحدوا الحدود الشرعية والعلمية، ويعلنوا بداية الصيام لا وفق حساب ولا
وفق رؤية ولا وفق علم، ولهذا السبب أعلنت مجموعة من الدول الإسلامية أن أول أيام
شهر رمضان 1437 هو يوم الاثنين، بعد أن أعلن في السعودية عن رؤية هلال الشهر،
فتبعتها الدول التي تمشي على نهجها في وقت أثبت العلم والعقل والرؤية أنه وبكل
المقاييس يستحيل رؤية الهلال يوم الاثنين في عموم الوطن العربي. فحسب صحيفة الشروق السودانية، عدد يوم الأربعاء
08 جوان 2016 ميلادي الموافق لـ 03 رمضان 1437، أعلن البروفيسور (جمال ميموني)
أستاذ الفيزياء في جامعة (منتوري)، ورئيس جمعية (الشعرى) ونائب رئيس (الاتحاد
العربي لعلم الفلك وعلوم الفضاء) في بيان لجمعية الشعرى (استحالة) (رؤية) هلال
رمضان، سواء (بالعين المجردة) أو (بالتليسكوب)
(يوم الاثنين)، في كامل التراب الوطني الجزائري وفي جميع الخليج العربي،
وقال بأن الحساب سيجر الأمة الإسلامية، لبدء الصيام يوم الاثنين، أما إذا تم
الاعتماد على الرؤيا والأهلة فإن الرؤيا مستحيلة مما يعني إرجاء الصيام ليوم
الثلاثاء.
وقد سبق لجمعية
الشعرى في بيان سابق لها، وحديث لرئيسها الدكتور جمال ميموني لصحيفة الشروق
السودانية، أن أكدت بأن شهر رمضان يبدأ يوم (الاثنين) (حسابيا)، ولكن الرؤيا
بالعين المجردة (مستحيلة) في كل البلدان العربية باستثناء منطقة في (السودان).
ولذا أعتقد أن الذين
اتخذوا قرار إعلان يوم الاثنين أول أيام الشهر المبارك قد جازفوا بالأمة فهم
بعملهم الغريب هذا أوقعوا الأمة في معصية مخالفة أوامر النبي(ص) إذ صح عن أبي
هريرة، قال: قال رسول الله: "لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم، أو يومين إلا
أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم". قال الترمذي لما أخرجه: " العمل
على هذا عند أهل العلم، كرهوا أن يتعجَّل الرجل بصيام قبل دخول رمضان لمعنى رمضان ".
ويؤيده قول عمار بن ياسر: "من صام اليوم الذي يشك فيه الناس فقد عصى أبا
القاسم".
فإذا ما كانت رؤية
الهلال يوم الاثنين مستحيلة في جميع الوطن العربي، إذا كيف أعلنت مجموعة كبيرة من
البلدان الإسلامية تحري رؤيته يوم الأحد، ثم أعلنت أنها رأته فعلا، وأعلنت بداية
شهر رمضان في يوم الاثنين.