16‏/07‏/2016

الأهواء والميول تتحكم بسياسة العراق الخارجية



بعد الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا تراوحت مواقف الدول الرسمية التي تمثل وجهة نظر الحكومات عادة بين موقف موحد مؤيد، وموقف موحد معارض للانقلاب، إلا حكومة العراقية الغريبة، تأتي مواقفها الخارجية عادة متناسقة مع توجه السياسيين ورؤاهم الضيقة دون النظر إلى ما يعنه ذلك من تشرذم وعدم توحد المواقف بما يؤشر إلى أمر في غاية الأهمية يتضح من خلاله انقسام السياسيين العراقيين إلى فئتين، تتصرف كل منها وفق رؤيتها السياسية والمذهبية الضيقة دون النظر إلى مصلحة العراق وكرامته.
ومن الأدلة على هذا التناقض الغريب موقف وزير الخارجية إبراهيم الجعفري؛ الذي صرح في صبيحة يوم السبت 16/6 /2016 بأن ما يحدث في تركيا شأن داخلي بحت لا يعني العراق بشيء. وموقف رئيس مجلس النواب المعارض بصراحة شديدة للانقلاب، والمؤيد للإخوانجي أوردغان، حيث أدان الجبوري الاعتداء على مجلس الشعب التركي، وشدد على ضرورة احترام العملية السياسية، بما يعني أنه أدان الانقلاب وأيد أوردغان.
وتأتي من تعارض هذين الموقفين مجموعة أسئلة، مفادها:
يا ترى أين الموقفين محايد، وأيهما متحيز؟
لماذا تعارض الموقفان بهذا الشكل؟
هل كان لمعتقد الجعفري علاقة بموقفه هذا؟
ما أثر انتماء الجبوري إلى حزب الإخوان المسلمين العراقي على موقفه؟
ما الفائدة التي يجنيها العراق من سقوط أوردغان أو بقائه؟
متى ممكن أن نستعرض مواقف موحدة أمام العالم تدل على وحدتنا؟

هل تأتي هذه المواقف من الجهل السياسي أم أنها مدفوعة الثمن، ومن الدافع؟