كنت طوال عمري أكره الوداع بشكل جنوني،
يصيبني الحزن والكآبة، لمجرد مرور الكلمة في خاطري، أو لمجرد التفكير بوجودها في
قواميس لغتنا....
ولكني اليوم، من أسعد الناس، وأكثرهم فرحا
نتيجة وداع قرين كنت أعرفه منذ نصف قرن، بعد أن نجحت، وعلى مدى ثلاثة أيام متتالية،
في وداع وفراق عادة قبيحة اكتسبتها من رفاق السوء أيام الشباب...
فمنذ أيام، اجتمعت الانفلونزا مع السعال
وهاجماني بمساعدة السكارة التي مهدت لعدوي الطريق، فجمعت شجاعتي ووقفت أمامه وأشرت
إليها مودعا، على أن لا نلتقي بعد يومنا هذا.. وأنا ولليوم الثالث على التوالي،
أشعر بخروج محبتها من قلبي على شكل سعال متصل، واتحسس ابتعادها عني بنوع من الراحة!!!
اللهم مكني من أن أنتصر، فأنت القوي الجبار،
وأنت الذي نصرني في كل امتحان مررت به في عمري الطويل، ومن قوتك كنت ولا زلت استمد قوتي عند كل ضعف ووهن، فتتهاوى أمامي
جدران الهزيمة، وتشرق أنوار الانتصار في حياتي. اللهم أدم الفرح في قلبي بابتعادي
عنها وابتعادها عني... اللهم آمين.