نشر بعض الأصدقاء هذه المحادثة بين أحد أفراد الحشد الشعبي وصديق له يطلب
منه إقراضه مبلغ (50) ألف دينار ليلتحق بها إلى الجبهة، وأن يطهروا ولده (حمودي)
إذا تأخر، وان يعتنون به إذا استشهد وما رجع له.
وبعيدا عن معني ورموز البطولة والتضحية والإباء والإصرار على الجهاد حتى مع
ضيق ذات اليد، التي تمثلها هذه الحالة الفريدة.
وبمناسبة قرب حول شهر محرم الحرام، أود أن انتهز هذه الفرصة لأتخذ من حالة
أبي حمودي الذي استشهد دفاعا عن القيم والمبادئ وكثيرا من أشباهه العظماء أنموذجا
للحديث عما يعانيه أغلب أفراد الحشد الشعبي البطل، بمعنى أنهم بحاجة حقيقية إلى أي
مبلغ لهم أو لعوائلهم التي يشكو بعضها عدم القدرة على توفير لقمة العيش، لأطلب من
المرجعية والمؤسسة الدينية إصدار فتوى تلزم من يريد أن يطبخ بمناسبة عاشوراء
بالتبرع بكامل مبلغ الطبخ لدعم الحشد الشعبي المقاوم.
وإذا لم يستجيبوا، وما أظنهم يستجيبوا، أطلب من جميع الإخوة الذين عزموا
على الطبخ أن يبادروا للتبرع بمبلغ الطبخ إلى إخوتهم في الحشد، وإذا ما كان الطبخ
قد أصبح حالة ثانوية لأن كثيرا منه يوزع إلى الموسرين والأغنياء ومن هم أدنى منهم
فإن دعم الحشد من الأمور المقدمة على غيرها شرعا وعرفا ولا تقبل التأجيل.
وثقوا بالله، على مسؤوليتي، وفي ذمتي أن من يتبرع بمبلغ الطبخ لدعم الحشد
الشعبي ينال حسنيين وأجرين أحدهما أكبر من الآخر، أما كثير ممن يطبخون فلا ينالون
شيئا، وإذا نالوا فبحسب نواياهم. فلماذا لا تتاجرون مع الله بدل أن تتاجروا مع
الدنيا ولأجلها؟!

