14‏/10‏/2016

عَشِقْتُ وَهلْ لِيَ أنْ أعْشَقا




رائعة الشاعر الواسطي الكبير الأستاذ حسن ثويني قفطان بمناسبة ذكرى عاشوراء

عَشِقْتُ وَهلْ لِيَ أنْ أعْشَقا
   وَما لي مِنَ العُمْرِ شَيْئٌ بَقى

وهلْ في الشَغافِ بَقَتْ صَبْوَةٌ
   تَحِنُّ إلى مَوْعدٍ أَوْ لِقا

وَمالي مِنَ العِشْقِ ما أَتَّقيهِ
   ومِنْ جَذْوَةِ الوَجْدِ مالي وِقا

أَأَعْشَقُ والآهُ بينَ الضُلوعِ
   تَكادُ مِنَ الغَيْظِ أَن تنْطِقا

وَغائِمَةُ الدَمْعِ بَيْنَ الجُفونِ
   تُعاتِبُ عَيْنَيَّ أَنْ تَرْفِقا

تُرَقْرِقُ حينَ يَلِحُّ الحَنينُ
   وَتَهْطِلُ حينَ يَجِفُّ السِقا

أَأَعْشَقُ والقَلْبُ لَمّا يَزَلْ
   إذا جَنَّ لَيْلُ الهَوى أَخْفَقا

إذَنْ فَدَعوني سأَحْمِلُ وِزْري
   عَلى عاتِقي بَيْنَ أَهْلِ التُقى

لِأَبْحَثَ عَمَّنْ يَجِبُّ الذُنوبَ
   وَمِنْ صَرْعَةِ الذنْبِ أَنْ أُعْتَقا

فَنادانيَ القَلْبُ لا تَبْتَئسْ
   وَإنْ غَرَّبَ العُمْرُ أَوْ شَرَّقا

تَعالَ هُنا بَيْنَ نَبْضِ العُروقِ
   سَتُعْطيكَ مِنْ نَبْضها مَوْثِقا

عَشِقْتُ (الحسينَ)لِأَنَّ (الحُسينَ)
   كَغَيْثِ السَما إنْ هَمى أَغدَقا

وَأَنَّ الحُسينَ شَقيقُ النَدى
    وَعَنُ الإباءِ وَنَبْعُ النَقا

وَصُنوُ المُروءةِ إنْ أعْسَرَتْ
   وَحاقَ بِها الليْلُ أَوْ أغْسقا

وَأَنْ بِالحُسينِ جَلاءُ الصُدورِ
    لِتَزْهَرَ وَرداً وَأَنْ تورِقا

وَأَنَّ الحُسَينَ كَشَمْسِ الضُحى
    تَجوبُ السَما مَغْرِباً مَشرِقا

يَشِعُّ دَليلاً عَلى الثائِرينَ
   وَيَأْبى عَلى الحُرِّ أَنْ يوثَقا

وَيَسْري مَعَ السائرينَ الأُباةِ
   إلى المَجْدِ حَيْثُ يَكونُ اللِقا

عَشِقْتُ وَحَقَّ بِأَنْ أَعْشَقا
    بِما ظَلَّ في العُمْرِ أَوْ ما بقى

عَشِقْتُ الحُسَيْنَ(وَهَيْهاتهُ)
   وَما نالَ فيها وَما حقَّقا

وَكَيفَ بِها عانَقَ المُرْهَفاتِ
   أَبِيّاً وَما ذَلَّ اوْ أَشْفَقا

فَأَنْهَلَها مِنْ زَكِيِّ الدِما
    عَلى جَنَباتِ الفِدا أُهْرِقا

عَشِقْتُ الحُسَيْنَ وَحَسْبي بِهِ
    تَريباً عَلى الفَرْقَدَيْن أِرْتقى

عَشِقْتُ وَهَلْ لِيَ أَنْ أعَشَقا
    بما ظلَّ في العُمْرِ أوْ ما بقى