25‏/05‏/2017

آخر الكلمات التي كتبتها في خاتمة الكتاب:







إن مثل المدارس الفكرية والكلامية والجماعات والتكتلات والأحزاب والجمعيات إنما استغلت ما في كتب التراث الديني والمجتمعي من هفوات، فوظفتها لتبتدع أمورا ما أنزل الله بها من سلطان، لأنها تعرف قبل غيرها أننا أمة يحكمها التاريخ، فالتاريخ عندنا عقل باطن خارج سياقات الوعي وليس مجرد ذاكرة، ولهذا السبب لا زال يتحكم بجميع سلوكياتنا، ومن هنا حوله المتطرفون والمغرضون إلى سيوف وعبوات متفجرة وعجلات مفخخة. أما غيرهم فنادراً ما تجد بينهم من سعى إلى تحويله إلى قيمة فكرية أو اقتصادية، وبالتالي أمست جميع سلوكيات العرب والمسلمين حبيسة سطوة التاريخ.
إن ما نحتاجه اليوم في سعينا للخروج من المأزق التاريخي الذي وضعنا فيه موروثنا الغائر في القدم هو العمل على نشر ثقافة جديدة تدعوا إلى شعار: تاريخنا يبدأ اليوم، ولا ننكر فضل الأمس علينا.