لم أفكر بشيء أكثر من الكتابة، ولم أحب شيئا أكثر من الكتابة، ولم يستهوني
شيء مثل الكتابة ...
ولذا كتبت بلا ملل حتى وأنا لم أدخل الدراسة الابتدائية بعد، فملئت حيطان
دارنا ودور الجيران وإسفلت الشوارع وأبواب الدكاكين وجذوع الأشجار كتابة لا يستطيع
قراءتها أحد غيري ...
وأثناء دراستي الابتدائية، كتبت حتى أنهكت دفاتري المدرسية وأضنيتها بحمل
ثقيل، عوقبت بسبب ذلك من قبل المعلم والأهل ...
وأثناء دراستي المتوسطة، كتبت شعرا ونثرا ورسائل عشق إلى حبيبة افتراضية،
لا زالت إلى الآن بدون جواب ...
وأثناء الدراسة الثانوية، كتبت قصصا ومنشورات سياسية ...
ثم بدأت التأليف، فكتبت كتبا تجاوز عددها الثلاثين كتابا وأكثر إلى الآن
...
ولذا سأكتب وأكتب بلا ملل إلى آخر قطرة حبر في محبرتي
وإلى آخر ورقة أملكها في دفتري
وإلى أن تعجز أصابعي عن الإمساك بالقلم
وإلى أن تمنعني رعشة يدي عن كتابة حرف مقروء، حين تعيدني دورة الحياة إلى
مرحلة ما قبل الدراسة الابتدائية حينما كان حرفي مبهما لا يفهمه أحد
وإلى أن يرفض الشهيق الخروج، فيستقر في جوهري ...
سأكتب لسبب بسيط وهو أن الكتابة قدري، ويا له من قدر جميل ...